الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

3- شرح سوره الأخلاص والمعوذتين مع بيان فضلهما..

فضل هذه السور الثلاث:
_ من قالها ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي كفته من كل شيء . رواه ابو داود
-وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من أعين الجان وعين الإنسان،فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما. رواه الترميذي
سورة الأخلاص: سبب التسمية
قال ابن الأثير: سميت بذلك لأنها خالصة في وصف الله وتعالى ،وأن قارئها قد أخلص التوحيد لله عز وجل.
قل:  الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأمته أيضآ
هو الله أحد :  أي واحد في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
الله الصمد:  المقصود في جميع الحوائج، الكامل في صفاته، فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الأفتقار
يسألونه حوائجهم،ويرغبون إليه في مهماتهم.
لم يلد ولم يولد : لكمال غناه سبحانه وتعالى
ولم يكن له كفوآ أحد: ليس له مثيل لا في اسمائه ولا صفاته ولا في أفعاله
المعوذتين:
سورة الفلق : استعاذة بالله من الشرور الخارجية مثل كيد الجن والأنس والحيوانات المؤذية
سورة الناس: أستعاذة بالله من الشرور الداخلية كالوسواس والأمراض
قل أعوذ برب القلق: أي ألتجأ وأعتصم برب الصباح 
والفلق هو الصبح وسمي فلق لأنه ينفلق عنه الظلام
ورب الفلق هو الله سبحانه (فالق الإصباح وجعل الليل سكنا) الأنعام 96
وهنا إشارة إلى أن الذي يجلو الظلمات ويكشفها هو القادر على كشف المرض والكرب.
من شر ما خلق :ليس المراد الاستعاذة من كل ماخلقه الله فأن الجنة ومافيها ليس فيها شر
وكذلك الملائكة والأنبياء فأنهم خير محض والخير كله حصل على أيديهم.
 بل المقصود الاستعاذة من كل شر: إنسيا أو جنيآ أو دابة أو ريحآ أو صاعقة أو نارآ أو هوأء،ومن كل شر في الدنيا والأخرة، 
ومن شر غاسق إذا وقب : الغاسق هو ظلام الليل أو القمر  إاذا ظهر، وكلا المعنيين صحيحان
أي يستعاذ من شر مايكون في ظلام الليل الذي تنتشر فيه كثير من الارواح الشريرة والحيونات المؤذية
حيث الليل هو محل الظلام وفيه تتسلط شياطين الإنس والجن.
من شر النفاثات في العقد: أي من شر  السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد التي يعقدنها
على السحر
ومن شر حاسد إذا حسد: الحاسد هو الذي يتمنى زوال نعمة الغير، وهو أعظم الخصال المذمومة
لأن فيه أعتراض على الله وفيه إساءة إلى الخلق.
ويدخل فيه العائن الذي يصيب بنظراته لأنه نوع من الحسد،فنستعيذ بالله من هذه الشرور.


قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس


قل  أعوذ : هذه السورة مشتملة على الاستعاذة
برب الناس: ذكر الله سبحانه ربوبيته للناس المتضمنة لتدبيرهم وإصلاحهم، وجلب مصالحهم ومايحتاجون إليه.
ملك الناس: إضافة الملك فهو ملكهم المتصرف فيهم وهم عبيده ومماليكه الذي إليه مفزعهم عند الشدائد.
إله الناس: إضافو الألوهية فهو إلههم الحق وليس لهم معبود سواه
وهذه الآيات الثلاث أستوعبت  أقسام التوحيد
رب الناس : توحيد الربوبية،
ملك الناس توحيد الأسماء والصفات
إله الناس: توحيد الألأوهيه
من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس:  من الشيطان
الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها،الذي من فتنته وشره أنه يوسوس في صدور الناس فيحسن لهم الشر.
ويريهم أياه في صورة حسنة،وينشط إرادتهم لفعله،ويقبح لهم الخير، ويثبطهم عنه،
وهو دائما بهذه الحال يوسوس ويخنس أي يتأخر إذا ذكر العبد ربه وأستعان به على دفعه.
من الجنة والناس : والوسواس كما يكون من الجن يكون من الأنس
والرب سبحانه متصف بالقوة والعزة ومن أعتصم به لم يصله أذى أحد،
وتخلف عنه الضرر ولو مع وجود أسبابه.

ليست هناك تعليقات: