الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

5- شرح حديث (اللهم بك أصبحنا ..)

اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت، وإليك النشور) رواه الترمذي.


هذا الذكر أشتمل على تذكير المسلم بعظيم فضل الله عليه و واسع كرمه، فنوم الإنسان ويقظته وحركته وسكونه وقيامه وقعوده
أنما هو  بالله عز وجل فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن.


اللهم بك أصبحنا:
 تقديم بك على أصبحنا ومابعده يفيد الأختصاص، أي بنعمتك وإعانتك وبحفظك أصبحنا.
وبك أمسينا :
 أي دخلنا في  المساء بنعمتك وإعانتك وبحفظك أمسينا.
وبك نحيا وبك نموت:
 أي مستجيرين ومستعذين بك في جميع الأوقات وسائر الأحوال
 في الصباح والمساء والمحيا والممات.
فإنما نحن بك، أنت المعين وحدك،وأزمة الأمور كلها بيدك، ولا غنى لنا عنك طرفة عين.
وفي هذا من الأعتماد على الله واللجوء إليه والأعتراف بمنه وفضله ما يحقق للمرء إيمانه
ويقوي يقينه ويعظم صلته بربه سبحانه.
وإليك النشور: أي الإحياء للبعش يوم القيامة.
وفي المساء  يقول ( وإليك المصير) :
أي المرجع والمآب  كما قال تعالى: ( إن إلى ربك الرجعى) العلق 8


وقد جعل صلى الله عليه وسلم
قوله ( وإليك النشور) في الصباح ،وقوله (إليك المصير) في المساء
رعاية للتناسب والتشاكل،لأن الإصباح يشبه النشر بعد الموت،والنوم موتة صغرى،
والقيام منه يشبه النشر من بعد الموت.
والإمساء يشبه الموت بعد الحياة، لإن الإنسان يصير فيه إلى النوم الذي يشبه الموت والوفاة، فكان بذلك خاتمة كل ذكر متجانسة غاية  المعنى.
فسمي النوم موتا، والقيام منه حياة  بعد الموت.

ليست هناك تعليقات: