الجمعة، 1 أكتوبر 2010

وصايا النبي صلى الله عليه وسلم في مرض وفاته


وصايا النبي صلى الله عليه وسلم في مرض وفاته:
لا ريب أن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً موضع للعبرة والعظة، لكنه صلى الله عليه وسلم اختص أمته ببعض النصح وهو في مرض موته، وهو مقبل على الآخرة مدبر عن الدنيا، فما هي آخر وصاياه صلى الله عليه وسلم؟
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرضه الذي مات فيه:
((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجداً))،
قالت: ولولا ذلك لأبرزوا قبره، غير أني أخشى أن يتخذ مسجداً. [البخاري (1330)، مسلم (531)].
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: يوم الخميس، وما يوم الخميس! ثم بكى حتى بلّ دمعه الحصى، قلت: يا أبا عباس، ما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال:
((ائتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً))،
 تنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع...
 قال: ((ذروني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه))،
 أمرهم بثلاث قال:
((أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم))، والثالثة خير، إما أن سكت عنها، وإما أن قالها فنسيتها. [البخاري (3053)، مسلم (1637)].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه بملحفة قد عصب بعصابة دسماء حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
 (أما بعد فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام، فمن ولي منكم شيئاً يضر فيه قوماً وينفع فيه آخرين فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم))
، فكان آخر مجلس جلس به النبي صلى الله عليه وسلم.
[البخاري (3628)].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال:
 (أيها الناس، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقَمِنٌ أن يستجاب لكم)
[البخاري (479)].
وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه:
 (الصلاةَ وما ملكت أيمانكم))،
 ما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه. [ابن ماجه (1625)].
قال السندي: "قوله: ((الصّلاة)) أي الزموها واهتمّوا بشأنها ولا تغفلوا عنها، ((وما ملكت أيمانكم)) من الأموال أي أدّوا زكاتها ولا تسامحوا فيها... ويحتمل أن يكون وصيّة بالعبيد والإماء أي: أدّوا حقوقهم وحسن ملكتهم، فإنّ المتبادر من لفظ: ما ملكت الأيمان في عرف القرآن هم العبيد والإماء، قوله: ((حتّى ما يفيض بها لسانه)) أي: ما يجري ولا يسيل بهذه الكلمة لسانه، من فاض الماء إذا سال وجرى حتّى لم يقدر على الإفصاح بهذه الكلمة" [حاشية السندي على ابن ماجه (1625)].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضرته الوفاة وهو يغرغر بنفسه: ((الصلاة وما ملكت أيمانكم)) [ابن ماجه (2697)].
 

ليست هناك تعليقات: