الجمعة، 15 أكتوبر 2010

حسان بن ثابت مابين المدح والرثاء



كان حسان ينظر في مديحه للرسول صلى الله عليه وسلم، ولأصحابه رضي الله عنهم،
من الزاوية الدينية، لا من الزاوية القبلية،
لذلك جاءت مدائحه صادقة،ونابعة من قلبه وعقله،


 وهذه أبيات يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أَغـــرّ عليه للنبوة خاتم مـن الله مشهود يلوح ويشهد

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد

وشق لــه من اسمه ليجله فـذو العرش محمود وهذا محمد

نبي أتانا بعــد يأس وفترة مــن الرسل، والأوثانُ في الأرض تعبد

فأمسى سراجاً مستنيراًوهادياً يلـوح كما لاح الصقيل المهند

وأنذرنا ناراً وبشّــر جنةً وعلمـــنا الإسلام فالله نحمد

وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ماعـمّرت في الناس أشهد

ومن قوله يمدحه عليه الصلاة والسلام:

وأحسن منك لم تر قط عيني وأجمل منك لم تلد النساء

خُلِقْتَ مبرءاً من كل عيب كأنك قد خُلِقْتَ كما تشاء



وتجلى رثاء حسان عندما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى
في السنة الحادية عشرة للهجرة فقال يرثيه:



بطيبة رســم للرسول ومعهد منيرٌ وقد تعفو الرسوم وتهمـد 

ولاتنمحي الآيات من دار حرمة بها منبر الهادي الذي كان يصعد 

بها حجرات كـان ينزل وسطها مـن الله نور يستـضاء ويوقد 

معالم لم تطمس على العهد آيها أتاهـا البلى فالآي منها تجدد 

عرفت بها رسم الرسول وعهده وقبراً به واراه في الترب ملحد 

ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت عيـون ومثلاها من الجفن تسعد 

فبوركت ياقبر الرسول وبوركت بلاد ثوى فيها الرشيد المسـدد 

وبورك لحدٌ مـنك ضمن طيبـاً عليه بناء من صفيح منضــد 

لقد غيبوا حلماً وعلماً ورحمـة عشـية علوه الثرى لايوسـد 

وراحوا بحزن ليس فيهم نبيـهم وقد وهنت منهم ظهور وأعضد 

يبكون من تبكي السموات يومه ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد 

ومافقد الماضون مثل محــمد ولامثله حـتى القيامة يفقـد 


وقال حسان بن ثابت أيضا يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏


ما بال عينك لا تنام كأنما *** كحلت ما فيها بكحل الأرمد 
جزعا على المهدي أصبح ثاويا *** يا خير من وطئ الحصى لا تبعد 
وجهي يقيك الترب لهفي ليتني *** غيبت قبلك في بقيع الغرقد 
بأبي وأمي من شهدت وفاته *** في يوم الاثنين النبي المهتدي 
فظللت بعد وفاته متبلدا *** متلددا يا ليتني لم أولد 
أأقيم بعدك بالمدينة بينهم *** يا ليني صبحت سم الأسود 
أو حل أمر الله فينا عاجلا *** في روحة من يومنا أو من غد 
فتقوم ساعتنا فنلقي طيبا *** محضا ضرائبه كريم المحتد 
يا بكر آمنة المبارك بكرها *** ولدته محصنة بسعد الأسعد 
نورا أضاء على البرية كلها *** من يهد للنور المبارك يهتدي 
يا رب فاجمعنا معا ونبينا *** في جنة تثني عيون الحسد 
في جنة الفردوس فاكتبها لنا *** يا ذا الجلال وذا العلا والسؤدد 
والله اسمع ما بقيت بهالك *** إلا بكيت على النبي محمد 
يا ويح أنصر النبي ورهطه *** بعد المغيب في سواء الملحد 
ضاقت بالأنصار البلاد فأصبحوا *** سودا وجوههم كلون الإثمد 
ولقد ولدناه وفينا قبره *** وفضول نعمته بنا لم نجحد 
والله أكرمنا به وهدى به *** أنصاره في كل ساعة مشهد 
صلى الإله ومن يحف بعرشه *** والطيبون على المبارك أحمد 



وقال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏

نب المساكين أن الخبر فارقهم *** مع النبي تولي عنهم سحرا 
من ذا الذي عنده رحلي وراحلتي *** ورزق أهلي إذا لم يؤنسوا المطرا 
أم من نعاتب لا نخشى جنادعه *** إذ اللسان عتا في القول أو عثرا 
كان الضياء وكان النور نتبعه *** بعد الإله وكان السمع والبصرا 
فليتنا يوم واروه بملحده *** وغيبوه وألقوا فوقه المدرا 
لم يترك الله منا بعده أحدا *** ولم يعش بعده أنثى ولا ذكرا 
ذلت رقاب بني النجار كلهم *** وكان أمرا من أمر الله قد قدرا 
واقتسم الفيء دون الناس كلهم *** وبددوه جهارا بينهم هدرا 

وقال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صلى الله عليه سلم أيضا ‏



آليت ما في جميع الناس مجتهدا *** مني إليه بر غير إفناد 
تالله ما حملت أنثى ولا وضعت *** مثل الرسول نبي الأمة الهادي 
ولا برا الله خلقا من بريته *** أوفى بذمة جار أو بميعاد 
من الذي كان فينا يستضاء به *** مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد 
أمسى نساؤك عطلن البيوت فما *** يضربن فوق قفا ستر بأوتاد 
مثل الرواهب يلبسن المباذل قد *** أيقن بالبؤس بعد النعمة البادي 
يا أفضل الناس إني كنت في نهر *** أصبحت منه كمثل المفرد الصادي





ورثاه أيضاً بقصائد متعددة كلها تترجم حزنه الشديد وأسفه البالغ


وشعر الرثاء هو اصدق انواع الشعر .

ومن يتأمل قصائد الشعراء في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يستخرج

المعاني الزاخرة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم



ليست هناك تعليقات: