الجمعة، 1 أكتوبر 2010

شرح ( اللهم إني أسألك العفو والعافية...)


بدأ صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء العظيم بسؤال الله العافية في الدنيا والآخرة،
فهي دعوة جامعة وشاملة للوقاية من الشرور كلها في الدنيا والآخرة،
والعافية لا يعادلها شيء، ومن أعطي العافية في الدنيا والأخرة
 فقد كمل نصيبه من الخير.

اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا:

أي أطلب منك محو الذنوب ، والوقاية من كل آمر يضرني من مصيبة أو بلاء

والآخرة:

أي أطلب منك الوقاية من أهوال الآخرة وشدائدها، ومافيها من أنواع العقوبات.

اللهم إني أسالك العفو والعافية في ديني:

أي أطلب  الوقاية من كل آمر يشين الدين أو يخل به.


ودنياي :

أي أطلب الوقاية  منك يارب من كل آمر يضرني في دنياي من مصيبة أو بلاء

وأهلي :

أي أطلب الوقاية لأهلي من الفتن، وحمايتهم من البلايا والمحن.

ومالي: 

أي أن تحفظه مما يتلفه من غرق أو حرق أو سرقة أو نحو ذلك

فجمع في ذلك سؤال الله الحفظ من جميع العوارض المؤذية والأخطار المضرة.

اللهم أستر عوراتي:

أي عيوبي وتقصيري  وكل ما يسوؤني كشفه،
ويدخل في ذلك الحفظ من أنكشاف العورة،
وحري بالمرأة أن تحافظ على هذا الدعاء
ولا سيماء في هذا الزمان الذي كثر
فيه تهتك النساء وعدم عنايتهن بالستر.

وآمن روعاتي:

آمن:من الأمن الذي هو ضد الخوف،
والروعات جمع روعة وهو الخوف والحزن
وهنا سؤال الله أن يجنبه كل أمر يخيفه أو يحزنه أو يقلقه
وذكر الروعات بصيغة الجمع إشارة إلى كثرتها وتعددها.

اللهم أحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي
ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي:

فيه سؤال لله الحفظ من المهالك والشرور التي تعرض للإنسان
من الجهات الست، فقد يأتيه الشر والبلايا من الأمام،
أو الخلف، أو من اليمين، أو من الشمال،
أو من فوقه أو من تحته، وهو لا يدري
من أي جهة قد يفجأة، البلاء أو تحل به المصيبة.
فسأل ربه أن يحفظه من جميع جهاته،
ثم إن من الشر العظيم الذي يحتاج الإنسان إلى الحفظ منه:
شر الشيطان الذي تربص بالإنسان الدائر، ويأتيه من أمامه
وخلفه وعن يمينة وعن شماله،ليوقعه في البلايا والمهالك،
وليبعده عن سبيل الخير كما في دعواه في قوله:
(ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم
ولا تجد أكثرهم شاكرين) الأعراف 17
فالعبد بحاجة إلى حصن من هذا العدو،
وواق له من كيده وشره،
وفي هذا الدعاء العظيم تحصين للعبد من أن يصل إليه
شر الشيطان من أي جهة من الجهات،
لأنه في حفظ الله ورعايته.

 وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي:

فيه إشارة إلى عظم خطورة البلاء الذي يحل بالإنسان
من تحته كأن تخسف به الأرض،
وهو نوع من العقوبة التي يحلها الله عز وجل ببعض من يمشون
على الأرض دون قيام منهم بطاعة خالقها ومبدعها
كما قال تعالى:
(فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحه
ومنهم من خسفنا به الأرض .....)العنكبوت 40





ليست هناك تعليقات: