الخميس، 7 أكتوبر 2010

رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف

 رحلة الرسول-صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف والدروس والحكم المستفادة منها


 وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم في الطائف عدة أيام..لم يترك أحدًا من أشرافهم إلا دعاه إلى الإسلام ،
فتطاولوا‏ عليه وطردوه ‏.، ثم أغروا به سفهاءهم فلاحقوه وهو يخرج من الطائف ، يسبّونه ،
 يرمونه بالحجارة، حتى دميت قدماه الشريفتان وسالت على نعليه الدماء‏.‏
 اول زيد بن حارثة أن يحمي رسوله وحبيبه ومولاه بنفسه حتى أصابوه رضي الله عنه بارتجاج في المخ
 كثرة ما تلقاه من ضربات. ولم يزل السفهاء يرمونهما بالأحجار حتى
 لجأ الرسول وصاحبه إلى حائط – بستان - لعتبة و شيبة ابني ربيعة 
على بعد ثلاثة أميال من الطائف، فرجعوا عنهما.
(( هنا لقّننا الحبيب صلى الله عليه وسلم
الدرس الخالد الأول ،وهو
 الثبات على الحق وتحمل كل الأهوال والأذى والمشقات في سبيل الدعوة إلى الله .
كما علّمنا زيد رضي الله عنه–بدوره

-درسا ثانيا هو:
أن ندافع عن الرسول والرسالة بالنفس والنفيس . 
ولو لم يكن في الرحلة الخالدة من دروس وعبر إلا هذا لكفى)) .
***
جلس صلى الله عليه وسلم تحت شجرة عنب وراح يناجى ربه بدعائه الشجي المؤثر
«اللهُمَّ إنِّي أشْكُو إليْكَ ضَعْفَ قَوَّتِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي وهَوَانِي عَلى النَّاسِ. يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أنْتَ رَبُّ المُسْتَضْعَفِينَ، وأنْتَ رَبِّي، إلى مَن تَكِلُني؟ إلَى بَعِيدٍ يُتَجَهَّمُنِي أو إلى عَدُوَ مَلَّكْتَه أمْرِي، إن لمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلاَ أُبَالِي، ولكِن عَافِيَتَكَ هي أوْسَعُ لِي. أَعوُذُ بِنُورِ وجْهِكَ الذِي أشْرَقَتْ بِه الظُلُمَاتُ وصَلُحَ عَلَيهِ أمْرُ الدُّنْيَا والآخِرَةِ من أنْ تُنْزِلَ بي غَضَبَك، أو تُحِلَّ عَلَيَّ سَخَطَكَ، لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، و لاَ حَوْلَ ولاَ قُوَّةَ إلاَّ بِكَ» .
الذي تعلّمه منه (( درسا ثالثا)) وهو 
 كل مسلم يمرّ بشدّة أو بلاء أو محنة إلى قيام الساعة  هذا من البلاء والأختبار
والمؤمن يلجأ إلى الله بالدعاء في الأزمات.
فلما رآه ابنا ربيعة شعرا نحوه بالعطف – لأنهما من أقاربه - فأمرا غلامًا لهما نصرانيًا اسمه عَدَّاس

 أن يعطى محمدا قطفًا من العنب ‏.‏ وضع عدّاس العنب بين يدي الحبيب صلى الله عليه وسلم
 فمد يده إليه قائلًا‏:‏ ‏(‏باسم الله ‏ )‏ ثم أكل‏.‏
(( نلاحظ هنا درسا رابعا 

في جواز قبول هدية وضيافة الكافر للمسلم عند الضرورة وجواز أكل طعامه))
سيطرت على عدّاس‏ دهشة بالغة . لقد كان يعلم أن سكان مكة وما حولها مشركون يعبدون الأصنام ،

 من أين لمحمد هذا – ذكر اسم الله تعالى على الطعام -.قال عدّاس للنبي متعجّبا :
أ ن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد. سأله صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏(‏من أي البلاد أنت‏؟‏ وما دينك‏؟‏)
قال عدّاس ‏:‏ أنا نصراني من أهل نِينَوَى‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
( من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى‏)‏‏..‏ زادت دهشة وعجب عدّاس فسأل النبي :‏
وما يدريك ما يونس ابن متى‏؟‏ أجاب صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ذاك أخي، كان نبيًا وأنا نبي‏)‏.
فأكبّ الغلام على رأس الرسول صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلها باكيا ‏.‏
(( درس خامس للدعاة : 

أنه صلى الله عليه وسلم استثمر حتى لحظات الاستراحة القصيرة ،
رغم الأوجاع والآلام والإصابات البالغة في جسده الشريف ، في دعوة الغلام إلى الإسلام كما نلاحظ))
قال ابن ربيعة لأخيه ‏:‏ أما غلامك فقد أفسده عليك‏.‏ فلما جاء عدّاس صاحا به ‏:‏ 

ويحك ما هذا‏؟‏ أجاب :‏  يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل، لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبي ،
 الا له بغيظ شديد ‏:‏ ويحك يا عدّاس ، لا يصرفنّك عن دينك، فإن دينك خير من دينه‏.‏
وهكذا أسلم عدّاس رضي الله عنه.
(( وتلك ثمرة سادسة من ثمرات الرحلة المباركة.

أسلم شخص على يديه بعد دعوته إلى الإسلام.
ونتعلّم من عدّاس بدوره درسا بليغا (( سابعا)) هو

أ ن الإنسان ينبغي عليه قول الحق وإتباعه فورا بلا اعتبار لرأى المجتمع أو حجم التضحيات
 و المخاطر التي قد يتعرض لها ، فانه لم يعبأ برأي سيده وأخيه واعتراضهما ،
 وجهر بتأييد الحق والإيمان بالله و بالرسول ، رغم ما قد يصيبه بسبب ذلك)) .
ولم يكن هو وحده الذي أسلم بسبب تلك الرحلة ، فقد أسلم عدد من عبيد الطائف لكنهم ظلّوا يكتمون إيمانهم – في رأى كاتب هذه السطور-إلى أن تمكنوا من الفرار من بطش سادتهم ، ولحقوا بالمسلمين بعد ذلك فأعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم(2) ..ولو لم يذهب الرسول في رحلته الأولى تلك إلى الطائف فكيف كانت الفرصة ستأتي إلى هؤلاء جميعا للعلم بالإسلام ثم الدخول فيه ؟!! (( وهى الثمرة الثامنة))
وهذا هو الحال في كل الرسالات السماوية ، إذ جرت سنّة الله تعالى على أن يكون أكثر من يتّبعون الحق هم الضعفاء والأرقاء ، وأن يكون أعداء الرسل هم الطواغيت وزعماء القوم الذين تهدّد رسالة الإيمان والعدالة والمساواة مصالحهم وحياتهم المترفة الناعمة ، وامتيازا تهم الظالمة على حساب باقي البشر.
ثم إن واجب الرسول – كل رسول- هو الدعوة والبلاغ فحسب ،

 وأما النتائج – الهداية- فهي بيد الله وحده لا شريك له .
وهناك الحديث المتفق عليه الذي أخبر فيه الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم أنه يأتي يوم القيامة أكثر الأنبياء أتباعا ، وأن من الأنبياء من سوف يأتي ومعه الرجل الواحد ، ومنهم من سيأتي ومعه الرجلان ،ومنهم من سيأتي وليس معه أحد. (نص الحديث في الصحيحين)
ومن ينشط للدعوة ويؤدى واجبه في إبلاغ الرسالة فقد نجح تماما بغض النظر عن النتائج. 

(وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) [سورة العنكبوت: 18].
والهداية بيد الله وحده لا شريك له :

(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
 ورة القصص الآية 56 .وآية كريمة أخرى تقول صراحة :
 ( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)
سورة البقرة الآية 272 .
وعلى ضوء ما تقدم نعلم يقينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم

 قد أنجز المقصود الأعظم وهو دعوة القوم إلى الله ، ونجح كل النجاح في رحلته المباركة.
***
و في طريق العودة إلى مكة -بعد خروجه صلى الله عليه وسلم من البستان -
بعث الله سيدنا جبريل ومعه ملك الجبال إلي الرسول صلى الله عليه وسلم،
 يستأذنه في أن يطبق الجبلين – يهدمهما- على رؤوس الكافرين أي: أن يهلكهم جميعا ‏.‏
روى البخاري عن عبد الله بن يوسف، عن يونس عن ابن شهاب قال حدثني عروة أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم حدثته أنها قالت للنبي عليه السلام هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من أحد ؟ فقال "لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت على وجهي، وأنا مهموم، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم علي فقال يا محمد ذلك لك، إن شئت أطبق عليهم الأخشبين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا" .
وهكذا يطمئن الله تعالى نبيه ويؤازره بجنود من الملائكة لا قبل للكافرين بهم ولا طاقة لهم بحربهم. لكنه عليه الصلاة والسلام تأخذه الرحمة والشفقة بقومه رغم كل ما فعلوه به وبأصحابه، ويأبى نزول العذاب بهم ، ويؤثر أن يعطيهم الفرصة تلو الأخرى لعلهم يهتدون أو يخرج من أولادهم وأحفادهم من يعبد الله. و لا عجب فهو الذي أرسله ربه: (( رحمة للعالمين)) الأنبياء الآية 107. صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
(( وهنا نتعلّم الدرس التاسع في:

الصبر والتأني وعدم تعجيل العقاب للكفّار لعلهم يهتدون أو تهتدي ذرياتهم .
 نجد هنا أيضا أحد الأدلة على نبوته عليه السلام،
 فقد تحقّق بالفعل ما أخبر به من إسلام أبناء المشركين فيما بعد، وهى الثمرة العاشرة من ثمار الرحلة ))
***
بلغ عليه الصلاة و السلام " وادي نخلة" ، وأقام فيه أيامًا‏.‏ وهناك كان على موعد مع نصر عظيم أخر‏.‏
فقد بعث الله تعالى إليه نفرًا من الجنّ أمنوا به ، و ذكرهم الله سبحانه في موضعين من القرآن‏:‏

 ‏{‏وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم
 نذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ
وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله ِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ
 يُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ‏}‏ ‏[سورة ‏الأحقاف‏:‏29‏-‏ 31‏]‏‏.‏
وقال تعالى فى موضع أخر ‏:‏ ‏{‏قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا
 يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا‏}‏ ‏[‏ سورة الجن‏: ‏الآيتان الأولى والثانية ‏]‏‏.‏
وهكذا أسلم الجنّ ونصروا دين الله في وقت كان أكثر البشر فيه ضالون لا يعقلون شيئا ولا يهتدون !!
((وهى الثمرة الحادية عشرة للرحلة))

فكأن الله تعالى يثبّت فؤاد الحبيب بهذا الفتح بعدما حدث له في الطائف ، ولسان الحال يقول :

لئن خذلك البشر فإن ربهم ورب كل شيء معك ، يؤيدك بمن وبما يشاء من خلقه
 ( وما يعلم جنود ربك إلا هو )) سورة المدثر الآية رقم 31 .
وما حيلة البشر الضعفاء - من المشركين- في مواجهة قوى الملائكة والجنّ الجبّارة ؟!!
وأي إنجاز أو نجاح أعظم من إسلام الجن وتأييد الملائكة ؟! ..و هل هذا قليل ؟؟!!
***
ونأتي الآن إلى عودته عليه السلام إلى مكة . فقد سأله زيد بن حارثة‏:‏
كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك‏؟!‏ يعنى قريشًا، فقال‏ صلى الله عليه وسلم بكل يقين :‏ ‏
(‏يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه، ومظهر نبيه‏)‏‏.
(( وهذا هو الدرس الثاني عشر :

 ابد من اليقين المطلق والثقة التامة بموعود الله ، ومهما طال الليل فلابد من طلوع الفجر وسطوع الشمس.
 هنا أيضا تأكيد آخر ودليل من دلائل نبوته عليه السلام ، حيث أخبر زيدا بما جرى
 بعد ذلك بسنوات من الفتح ودخول الناس في دين الله أفواجا ، وما جاء من الانتصار بعد الحصار )).
وسار الرسول صلى الله عليه وسلم حتى إذا دنا من مكة مكث بحِرَاء، وبعث رجلًا من خزاعة إلى الأخنس بن شَرِيق ليجيره، فقال‏:‏ أنا حليف، والحليف لا يجير ، فأرسل إلى سهيل بن عمرو، فقال سهيل‏:‏ إن بني عامر لا تجير على بني كعب، فبعث إلى المطعم بن عدى، فقال المطعم‏:‏ نعم ، ثم تسلّح ودعا بنيه وقومه ، و أمرهم بحمل السلاح ومشاركته في حماية النبي لأنه قد أجاره .. ثم أرسل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ أن ادخل، فأقبل صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهي إلى المسجد الحرام، فقام المطعم بن عدى على راحلته فنادى‏:‏ يا معشر قريش، إني قد أجرت محمدًا فلا يهجه أحد منكم، وانتهي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه، وطاف بالبيت، وصلى ركعتين، وانصرف إلى بيته، والمطعم بن عدى وولده حوله يحمونه حتى دخل بيته‏.‏
وقيل‏:‏ أن أبا جهل سأل مطعمًا‏:‏ أمجير أنت أم متابع ـ مسلم-‏؟‏‏.‏ قال‏:‏ بل مجير‏.‏ فقال‏ الطاغية :‏ قد أجرنا من أجرت‏.‏
"وقد حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم للمطعم هذا الصنيع، فقال في أسري بدر‏:‏

 (‏لو كان المطعم بن عدى حيًا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له‏)‏‏".‏(3) انتهى .
(( وهكذا يعطينا الرسول عليه الصلاة و السلام الدرس الثالث عشر وهو:

 جواز طلب الاستعانة بغير المسلم في حالات الضرورة .
ثم الدرس الرابع عشر وهو وجوب" رد الجميل " ومكافأة من يسدى إلينا معروفا ولو كان كافرا)).
***
وشاء الله تعالى أن تأتي رحلة أخرى عظيمة - بعد رحلة الطائف - تكريما للحبيب وتشريفا له ،
وتطييبا لقلبه الشريف ، وتثبيتا له وللمؤمنين معه،
وهى رحلة الإسراء والمعراج التي رفع الله فيها الرسول صلى الله عليه وسلم أعلى السماوات السبع،
وأوحى إليه خلالها ما أوحى ، وأراه من آيات ربه الكبرى .
وهكذا تأتى "المنحة" بعد" المحنة" ، ويأتي العطاء بعد الابتلاء .
(( وهى الثمرة الخامسة عشرة للرحلة الخالدة إلى الطائف)) .

 
وهذا المصدر الأصلى لهذا الموضوع
والذي نقلته بأختصار بما يناسب هدفي من الطرح

ليست هناك تعليقات: