الخميس، 28 أكتوبر 2010

الدروس والعبر من حادثة الإفك


هذه القصة العجيبة والحادثة الأليمة تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر .


1) درس في الثبات والصبر على البلاء ..
 لقد رأينا كيف كان وقع هذه الحادثة الأليمة على أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ،
 وعلى زوجتِه الطاهرة التي كاد قلبها أن ينفطر من الحزن والبكاء،
 وعلى صاحبِه أبي بكر ، الصديقِ التقي ، السابق الوفي ، أحبِ الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم 
 فقد عانى أبو بكر وزوجته من الألم والحزن ما لم يعانيه من قبل،
 حتى قال: أمر لم نتهم به في الجاهلية، أفنرمى به في الإسلام؟ 
وكان الألم يعتصر في قلب صفوانَ بنِ المعطل ، وهو يُرمَى بخيانة بيت النبوة؟
 وهتك عرض من يحبه حباً عظيماً بعد الله عز وجل .
ومع شدة البلاء إلا أنهم جميعاً واجهوه بالصبر والثبات ، حتى أنزل الله تعالى الفرج من عنده .
2) درس في التثبت في نقل الأخبار والأحكام ،
 والحذر من الخوض في أعراض المسلمين بغير حجة أو برهان ،
 أوإشاعة مثل هذه الأخبار غير الموثوقة في المجتمع .
 بل الواجب على المسلمين أن يظنوا بأنفسهم وإخوانهم خيراً ،
ولا يعتمدوا على سوء الظن وقالة السوء التي ينشرها المنافقون في المجتمع ،
وأن يطهروا أسماعهم وأبصارهم وألسنتهم من هذا البهتان العظيم ،
 ثم إن كانت لديهم البينة على من أشاع ذلك فليطلبوا إقامة الحد الشرعي
على من ينقل هذا البهتان من المنافقين أو المخدوعين من المسلمين .
3) بيان خطر المنافقين على المجتمع المسلم ،
 كما وقع من رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول ،
 ومن وراءه من المنافقين واليهود الذين كانوا يتآمرون على الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم ،
 فلما باءت كل محاولاتهم بالفشل لجأوا إلى هذا الأسلوب الخسيس ،
 بأن يشككوا في أطهر وأشرف بيت عرفته البشرية إلى يومنا هذا ، بل وإلى قيام الساعة .
ولا تزال أذناب هؤلاء المجرمين إلى يومنا هذا ..
 إلى اليوم ونحن نسمع من يرمي أم المؤمنين عائشة بالفاحشة،
من الرافضة وبالباطنية الذين يصرحون في كتبهم ودروسهم الآن أن عائشة زانية ، حاشاها عن ذلك ،
 بل يقذفونها بالألفاظ الشنيعة والأوصاف البشعة ، التي لا يمكن أن نذكرها في هذا المقام .
وهؤلاء في الحقيقة ، لا حظ لهم من الإسلام ،
فهم أول المكذبين بالقرآن الذي برأ عائشة من فوق سبع سموات،
وهم أول الطاعنين في عرض النبي صلى الله عليه وسلم .
4) لطفُ الله تعالى بعباده ، ودفاعُه عن أوليائه
، فقد برأ الله سبحانه وتعالى الصديقة بنت الصديق من فوق سبع سماوات ،
 وأعلى ذكرها ، وأنزل في براءتها وفضلها آياتٍ تتلى إلى قيام الساعة ،
 رضي الله عنها ، ولعن من افترى عليها .
5) ضعف النفوس ، وحاجتها إلى التثبيت من الله تعالى عند الابتلاء .
كان ممن خاض في الإفك مسطحُ بن أثاثة ، وهو من أهل بدر الذين قال الله لهم:
اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم ، وحسانُ بن ثابت ، شاعر النبي ،
 الذي كان يذب عن الإسلام ويدافع عن رسول الله بشعره ،
 وحمنةُ بنت جحش أختُ أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها .
وفي المقابل ثبّت الله تعالى أمَّ المؤمنين زينبَ بنتَ جحش وعصمها من الوقوع في هذا الأفك
 مع وجود الغيرة والمنافسة بينها وبين عائشة رضي الله عنهن جميعاً .
وإذا كان بعض الصحابة قد زلت بهم القدم ، فخاضوا مع الخائضين في الإفك ،
 فإن غيرَهم من باب أولى .
فالحذر الحذر من الولوغ في أعراض المسلمين ، والحذر الحذر من اللسان ،
 فإن اللسان كالثعبان ، يهلك الإنسان ، متى ما أطلق له العِنان . 
احذر لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنك إنه شيطان
كم في المقابر من قتيل لسانه *** كانت تخاف لقاءَه الشجعان
6) أن هذه الأمة لا تزال مستهدفةً في رموزها ومقدساتها ، وكل ما يتعلق بدينها ،
 ولا تزال الحملات المغرضة توجِّه سهامَها إلى الإسلام أو القرآن أو جناب النبي صلى الله عليه وسلم ،
 أو الطعن في العلماء أو الدعاة أو المتمسكين بالدين ، بتلفيق التهم ضدهم،
 ورميهم في أعراضهم وفي أنفسهم، ولكن الله يدافع عنهم، ويرد كيد أعدائهم في نحورهم،
 ويزيد أنبياءه وأولياءه الصالحين رفعة في الدنيا وثواباً في الآخرة،
 (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون) .
ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على خير البرية .
وللمزيد من الأطلاع
عليكم بالرجوع إلى:

وتحميل محاضرة الشيخ صالح المغامسي
(حادثة الإفك دروس وعبر)

ليست هناك تعليقات: